
سيكون من الجحود، ونحن – من حين لآخر- نستحضر وجوها وأسماءً ريفيّة بصمت على مسارات متعددة وفي مجالات وأزمنة مختلفة، أن لا نتوقف عند وجهٍ – هو بصيغة المؤنث- انطلقت أولى خطواته على درب الحضور الجمعوي والنبوغ الشعري الأمازيغي منذ نهاية سنوات السبعينيات من القرن الماضي. إنه سعي نحو نوع من قتل ثقافة النسيان وعدم الإعتراف بالآخر، واستحضـار يتوخى استرجاع “ريبرتوار” أسماء ووجوه شكلت جوه من ذاكرتنا الثقافية والفنية والإعلامية.
فظمة الورياشي، الشاعرة والإنسانة، وسليلة الريف الشامخ، هي فدوى طوقان نفسها وزمانها. عاشقة للحياة والحرية والشعر ولهويتها. هي من الأسماء الأولى التي تحدّت قيود المجتمع وانتصرت لقناعاتها واختياراتها. اسم نسائي ولج عالم الإبداع والشعر والعمل الجمعوي والنضالي منذ حوالي 35 سنة. هل كان القدر ينبئ بميلاد شاعرة أمازيغية من نفس منطقة الانتماء الجغرافي للكاتب العالمي محمد شكري؟ أم أن الأمر مرتبط باقتسام جينات هذا الانتماء المشترك، لكنه بأفاق كونية؟.
“إِسْرَمْذَيِ وَوَارْ أَذِنِغْ إِوَرَنْ…”، ربما كانت الصيحة التي أعلنت ميلاد شاعرة قد تكون متمردة وقد تكون رافضة للوضع أو حتى ربما مناضلة من أجل التغيير، لكن مهما يكن من ذلك، فقد صارت فضمة الورياشي على درب اختارته عن قناعة واقتناع، بعد أن فضلت الانتصار للقيم الكونية التي تؤمن بها وتسعى إلى إحقاقها، كالحرية والعدالة والمساواة، وللقضايا التي ناضلت من أجلها، كقضايا المرأة والهوية.
وإلى جانب ذلك، فالشاعرة فظمة الورياشي تعد من الأوائل المشاركين في مهرجان الشعر الأمازيغي المنظم من طرف جمعية الإنطلاقة الثقافية سنة 1979، وساهمت في الحركية الشعرية والإبداعية والجمعوية الأمازيغية.