
عبد السلام هو من شباب إحدى أشهر الأحياء الشعبية بالحسيمة( السوق أو دهار نمسعوذ) والده المرحوم السي مكي أشهبار ( أحد الأطر الصحية الذي أفنى عمره في خدمة الإنسان كجندي مجهول) وهو خال فناننا العزيز جمال حميد (من مؤسسي تواتون) المستقر بأوتريخت الهولندية ، كما هو خال كذلك للإخوة بلحاج: جمال ع الصمد وإبراهيم
– الفقيد تلقى تكوينا مهنيًا في المدرسة البحرية قبل أن يشتغل بحارا بجانب آخرين الذين جمعتهم به مرحلة النضال النقابي الذي ساهم فيه ع السلام ميدانيًا وفنيًا بحيث شارك في عدة تظاهرات فنية لفائدة العمال كما في باقي مواقع النضال الجمعوي والجماهيري عموما ..لقد كان فنانا محبوبا من لدن الجميع يغني الألم والأمل ويستشرف الغد المشرق الذي لطالما حلم به رفقة جيله الشبابي …كان مرتبطا بقيثارته حد الالتحام بعضهما ببعض!!!
– هذه الصورة أعلاه لفقيدنا ع السلام التقطت في حفلة زفاف صديقنا جمال حميد ، وبالمناسبة فقد تناوبنا غنائيًا على هذا الميكروفون المعطوب والجريح واليتيم في فرحة تلك الأمسية العائلية ..
-كباقي الشباب الطموح لحياة أفضل ، فكر ع السلام في مغادرة الوطن اضطرارا هربًا من الذل والعار …فرتب وخطط للرحلة دون سابق إعلان حتى فاجأتنا تلك الفاجعة المشهودة لليلة الجمعة 15ماي 1992 !!!فاجعة غرق 24 شابًا في عمق بحر Estrecho كان ضمنهم فقيدنا ع السلام الذي ظل يقاوم مؤامرة الموج والموت طوال الليل إلى بزوغ الفجر لتنطفئ أنفاسه إلى الأبد ضمن كوكبة من خيرة أبناء الريف لم ينج منهم سوى 04 منهم الشاب المحبوب أمحمد بوحذيذ الذي كان له الفضل في تفجير هذه المأساة. عبر تقرير وحوار أنجزناه معه في إطار الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع الحسيمة وقتذاك ..وهو العمل الذي استرعى انتباه الصحافة الوطنية والدولية بشكل قل نظيره ؛ فسارعت قناة 2Mالى دعوة المكتب المركزي ل AMDH للقاء تلفزي حول موضوع الهجرة السرية ؛ غير أن الإخوة في المركز أحالوا مسؤولي القناة على فرع الحسيمة الذي كان له الفضل في كشف خبايا هذا الملف بكل نزاهة وتجرد وموضوعية حقوقية . وبالفعل تمت دعوة الفرع لهذا اللقاء والذي انتدب بدوره الأخ أحمد البلعيشي لمناقشة الموضوع ببرنامج “لقاء” في حلقة انتهت كما هو معلوم بطبخ ملف اعتقال عضو مكتب الفرع الأخ أحمد البلعيشي الذي عرف وقتذاك بمعتقل 2M وإيداع السجن بعد الحكم عليه بسنتين سجنا نافذة …
أكتفي بهذا ؛ وللحديث بقية لما يحيلني عليه هذا الحدث الأليم من ذكريات لا تقبل النسيان ..
من منكم لا يعرف عبد السلام اشهبار الذي ينحدر من قبيلة ايث ورياغر.. الفنان الذي غنى عن غدر الامواج ..( fouad fouad yaccith rabhar.).. وغدر التاريخ ( inasen imidden ).. لكن شاءت الاقدار ان تطفء شمعة حياته برياح امواج المتوسط .
يقول محمد الزياني يوم الجمعة15/05/1992 هو التاريخ الذي اكسرت فيه آمال 20 شابا ابتلعتهم أمواج منطقة “استريشو” البوغاز .. كان في مقدمتهم : اشهار عبد السلام – محمد اكوح – سعيد ابركان – بلحاج سعيد – المكنوزي يونس -الحجاجي حسن – القلوي عبد العزيز – فؤاد ألمان – الستوتي مصطفى -الشاوني يوسف -قوبيع عبد الحفيظ – علي…وحسن..و و و و. .لم بنج من الكوكبة المشكلة من 24 سوى 4 أحدهم هو أحمد بوحذيذ الذي ساهم كثيرا بعد ذلك في التعريف بالحدث وتفاصيل المأساة (وحواره معنا – من موقع صحفي وحقوقي – لايزال شاهدا إلى اليوم ) وتقرير فرعAmdh بالحسيمة عن الواقعة التي اهتز لها الضمير الإنساني وقتذاك ..هو الذي جعل قناة 2M الحديثة العهد .وقتذاك,,تستدعي ممثلا للفرع لإلقاء المزيد من الضوء على الفاجعة. . فحضر وقتها الاخ البلعيشي أحمد في ذلك البرنامج المعلوم “لقاء” الذي خرج منه مباشرة نحو سجن عكاشة بأمر”من جهات عليا” بعد أن حكم ب سنتين.سجنا ..سمي على أثرها البلعيشي بمعتقل 2M…
نعم … فعبدالسلام اشهار كان من طينة شبابيةخاصة وقد ودعته في ذلك اليوم بمرثية لذكراه الأولى 1993 اقتطفت منها التالي:” …إنه الشاب الذي لم ير في مسيرته الدراسية ضمانة لتحقيق امانيه.. اضطر لركوب وعشق البحر بحارا.. وظل يكدح ويكابد بكل ما أوتي من عزم..عانق العمل النقابي منذ البدء. .بموازاة ذلك. .حمل عوده /قيثارته وغنى للمحرومين والمهمشين …حاز بذلك على مكانته بين مبدعي الأغنية الأمازيغية في الريف…لم يتوان لحظة عن المساهمة في العديد من التظاهرات والأنشطة الثقافية: العمالية منها والجماهيرية عموما. غنى للبحار للفلاح. .للعامل. .للطالب. .حمل صليبه معه وهو يشق عباب الأغنية الأمازيغية التي أتقن نظم كلماتها. ..حتى عرف بموهبة مزدوجة شعرا وموسيقى. ..مما جعلنا نقر بمعاناة الأغنية هذه بعد رحيل صاحبها. ….يرحل عبد السلام تاركا اغانيه . ..التي تجعلنا نخلد ذكراه الأولى اليوم باغنيته/ وصيته الاخيرة : ” انخس انيري” ( مصرون أن نكون)
اناسن اميدن نشنين نخاس انيري. …..
….
الى: اضيشضح بنعمان تغنانت اريري. … اناري سواوار انغ ادنار2امزكارو اني .
رحمة الله عليه في ذكراه 24 .
..
ملااحظة: هذه الصورة التقطت للمرحوم عبد السلام في حضورنا بحينا وحيه الاصلي بالحسيمة ” دهار نمسعوذ” والمناسبة حفل زفاف ابن عمته : الفنان والمبدع الذاىع الصيت بهولندا : جمال حميد .
بقلم ناصر بن صديق

الراحل عبد السلام أشهبار من مواليد سنة 1969 بالحسيمة، وهو فنان موهوب اختطفته أيدي الموت ملء عرض البحر ، في طريقه إلى “الفردوس الأندلسي” انطلاقا من ساحل تطوان وذلك خلال الليلة المشؤومة (4 ماي 1992).. كان الفقيد على متن قارب موت بمعية أربعة وعشرين شابا قضى جلهم، ولم ينجُ منهم سوى أربعة فقط.
أتاف ذينّي راخارث ataf dinni rakhath
)إن غابت الحياة فأهلا بالممات(
بطريقة سلمية، بعيدا كل البعد عن العنف وأشكاله، وبدون تهجم على الأمازيغ ولومهم وإلقاء كل المسؤولية على عاتهقم، يريد أن يوصل رسالة إلى من يهمه الأمر بحقه في الوجود، ويعطي أملا لذويه في تحقيق الذات وفرض الهوية بدون تسرع أو خلق إشكالية نحن في غنى عنها.
لا تيأس.
وبدون نظرة تشاؤمية للمستقبل، من سيعلم ماذا سيقع غدا، تحكم بالصبر وتمنع به، فهو أجمل ما يمكن عمله، الصبر نظرة أخرى للأشياء فتحلَّ به. من البداية يحارب القنوط ويتسلح بالأمل، أمل وضاء ينير الطريق ويبشر بالخير.
البس حذاءك،
تحرر من قيودك وتحرك، لا تستسلم للكسل، فللعدم وجوه تنسف حياة الإنسان من الداخل والخارج، ولا جدوى من الجلوس الذي لا ينجم عنه إلا الملل والاكتئاب.
هنا قد يكون الشاعر هو المتكلم والمتمم للسؤال بصيغة الجمع، ولا ينكر قسطه في تحمل المسؤولية في هذا الانتظار، ولم يلق هذا على عاتق الآخرين فقط، أم الأولياء أنفسهم من يطرح السؤال ويعترفون بإهمالهم للقضية؟
استغراب وتساؤل يطرحان أسئلة لا حدود لها: ما هو سبب الانتظار؟ أهناك دوافع خارجية أم عوامل داخلية؟ إحباطات سابقة؟ افتقار لرؤية واضحة المعالم؟ …
أنزار أذ يوث خ رغاشي anzar adyaweth kh rghachi
خ وفادجاح ذ وبحري kh ufadjaḥ d ubaḥri
أذ شضحن كي دماني adchadḥan gi dmani
ذ تاغنانت ئوريري d taghnant n uriri
أد نار أمزكارو ني ad nar amezgaru nni
